هل الذكاء الصناعي بالذكاء الذي نتصوره فعلا ؟
لا اصطناعي ولا ذكي
بعد أن بطل استخدام مصطلح الذكاء الاصطناعي في أوائل السبعينيات من القرن الماضي،
حيث اعتبر آنذاك أنه سخيف وغير مواكب للعصر، عاد المصطلح ليُصبح رائجاً من جديد في تسعينيات القرن الماضي “لأسباب إعلانية وتسويقية وتجارية” على حد تعبير بورلار، وهو أيضاً أستاذ في الهندسة الكهربائية، موضحاً أن عودة ظهور المصطلح جاءت “على الرغم من عدم إحراز أيّ تقدم حقيقي عدا في قوة النماذج الرياضية”.
ولا يزال يساوره الشك إزاء مصطلح الذكاء الاصطناعي وكيفية استخدامه اليوم.
ويقول إنه ليس ثمة شيء اسمه “الذكاء الاصطناعي” على اعتبار أنه لا يُوجد نظام يعكس أدنى درجة من الذكاء البشري.
فحتى الطفل البالغ من العمر شهرين أو ثلاثة أشهر، باستطاعته أن يفعل ما لن يستطيع الذكاء الاصطناعي فعله أبداً.
مثال بسيط يوضح ما سبق.
إذا وضعت كوباً ممتلئاً بالماء على الطاولة، ستلاحظ أن الطفل الرضيع يعرف حق المعرفة أن الكوب إذا انقلب رأسا على عقب، يصبح عندئذ فارغاً.
ويفسر بورلار قائلاً: “لذلك السبب يستمتع الطفل الرضيع بقلب الكوب. وليس بمقدور أي آلة في العالم أن تفهم هذا الاختلاف”.
وما يوضحه هذا المثال ينطبق أيضاً على الحس المنطقي السليم، أي القدرة البشرية المميزة التي لا يُمكن للآلات أن تكتسبها بالتقليد ولن تقدر على فعل ذلك مطلقاً، وفقاً لبورلار.